في إنجاز تاريخي للرياضة الجزائرية، تأهلت الملاكمة الشابة إيمان خليف إلى الدور نصف النهائي في وزن الوسط للسيدات بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، مما يضمن حصول الجزائر على أول ميدالية أولمبية في الملاكمة منذ عام 2000.
وحققت إيمان هذا الإنجاز الكبير بفوزها على المجرية لوكا آنا هاموري في دور الثمانية لوزن الوسط للسيدات في دورة الألعاب الأولمبية بباريس، بقرار إجماع الحكام في مباراة شهدت قوة وإصرارًا من كلا الملاكمين.

ويأتي هذا الإنجاز بعد فترة من الجدل الذي أحاط بإيمان بعدما تم استبعادها من بطولة العالم 2023 مع الملاكمة التايوانية لين يو-تينج بسبب عدم مطابقتها لمعايير الأهلية التي وضعتها رابطة الملاكمة الدولية.
وبعد الفوز لم تتمالك إيمان دموع الفرح وهي تعانق مدربيها، مؤكدة على فخرها بهذا الإنجاز لبلدها الجزائر، ونقلت رويترز عن إيمان خليف، أنها استعدت منذ 8 سنوات لهذه اللحظة، وجاهزيتها التامة للمنافسة، وأنها على ثقة بأنها ستصل إلى المباراة النهائية وتحقق الميدالية الذهبية.
وأضافت خليف، “هذه قضية كرامة وشرف لكل مرأة وأنثى حتى الشعب العربي كله يعرف إنني ألعب الملاكمة تحت ولاء الاتحاد الدولي الذي ظلمني”.
مواجهة نارية في نصف النهائي
وفي الدور المقبل تنتظر إيمان مواجهة نارية مع حاملة اللقب التايلاندية جان جايم سوانبينج، والتي سبق وأن هزمتها إيمان في بطولة العالم عام 2023 قبل استبعادهما.

شاهد أيضاً: القنوات الناقلة لـ أولمبياد باريس 2024
جدل واسع يحيط بالمشاركة
أثارت مشاركة إيمان في الأولمبياد جدلاً واسعًا على المستويين الرياضي والإعلامي، حيث عبر الاتحاد المجري للملاكمة عن اعتراضه على مشاركتها، ومع ذلك أكد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، أن إيمان وزميلتها التايوانية لين يو-تينج من النساء ولهما الحق في المشاركة في الأولمبياد.
ودخلت الجزائرية إيمان خليف (25 عاماً) التاريخ، لتصبح أول عربية تُحقق ميدالية في الملاكمة في تاريخ الأولمبياد على مستوى فئة السيدات، كذلك نجحت في ضمان ميدالية برونزية على الأقل لبلادها في أولمبياد باريس 2024، على إثر تجاوزها، اليوم السبت، المجرية لوكا أنا هاموري، لتواجه في النصف النهائي التايلاندية، جانافاغ سوانافاغ، يوم السادس من أغسطس/ آب الجاري، من أجل التأهل للنهائي والمنافسة على الذهب.
واستطاعت إيمان خليف التفوق على المجرية، لوكا أنا هاموري، في الجولتين الأولى والثانية بالنتيجة نفسها (5/0) وبإجماع الحكام، وأظهرت مستويات كبيرة خلال هذه المنازلة، وسط دعم جماهيري جزائري غير مسبوق كان حاضراً في هذه القاعة، الذين جاؤوا لدعمها بعد الحملة الشرسة والتشكيك في جنسها، وما تعرضت له من قبل الكثير من الصحف العالمية، وكذلك حسابات شخصياتٍ معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد نهاية المنازلة وضمان تأهلها للدور النصف النهائي في أولمبياد باريس، لم تتردد إيمان خليف في ذرف الدموع وسط حلبة الملاكمة، وذلك نتيجة الضغوط التي عاشتها خلال الأيام الأخيرة، ولو أن شخصيتها القوية ظهرت أمام منافستها المجرية، ما يؤكد أنها استعدت كثيراً على المستويين الذهني والمعنوي، وكانت عازمة على أن يكون ردها على الحلبة، عكس منافستها لوكا هاموري، التي كانت قد تهجمت على نظيرتها الجزائرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، امتداداً للحملة التي تعرضت لها.
وأدلت إيمان خليف بتصريحات لشبكة “بي إن سبورت” العربية، وهي تذرف الدموع بعد ضمانها ميدالية لبلادها الجزائر في الألعاب الأولمبية، حيث قالت: “إن شاء الله تكون هذه انطلاقة نحو الفوز بالميدالية الذهبية، وهذا يمر طبعاً عبر الفوز في المنازلة القادمة أولاً، أشكر كل من ساندني وتعاطف معي في هذه القضية، إنها قضية كل أنثى، الجماهير العربية تعرفني منذ سنوات عكس الاتحاد الدولي للملاكمة الذي ظلمني، لكن الله كان معي”.
والميدالية التي ضمنتها إيمان خليف هي الأولى من نوعها للجزائر في رياضة الملاكمة بمنافسات الأولمبياد، منذ برونزية محمد علالو في أولمبياد سيدني 2000، كذلك هي أول ميدالية في جميع الرياضات بعد فضيتي توفيق مخلوفي في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وأول ميدالية نسائية للبلاد منذ برونزية صورية حداد في الجودو بنسخة بكين 2008.
وأثار موضوع جنس إيمان خليف الكثير من الجدل، حيث تم استبعادها من بطولة العالم للملاكمة 2023 بعد أن أعلنت رابطة الملاكمة الدولية أن نتائج الفحص أظهرت عدم مطابقتها لمعايير الأهلية التي وضعتها الرابطة. وأثار هذا القرار ردود فعل متباينة، حيث اعتبره البعض قرارًا غير عادل ويمس بكرامة إيمان وحقوقها كرياضية.
شاهد أيضاً:
نيوكاسل يعرض 60 مليون يورو للتعاقد مع إبراهيم دياز
الاتحاد السعودي يقدم عرضاً لموسى التعمري
محمد صلاح يغيب 7 مباريات عن ليفربول

